[smartslider3 slider=”3″]


بداية القصة

في يوم الثلاثاء ٢ إبريل ١٩٦٨م وبعد غروب الشمس وبحلول المساء، بدأ الشارع المطل عليه جراج هيئة النقل العام المواجه للكنيسة هادئًا إلا من مرور بعض السيارات بين الحين والآخر وبعض المارة، وفجأة لفت انتباه سيدتين من المارة واثنين من عمال الجراج حركة غير عادية فوق القبة الوسطى للكنيسة، ترك العمال أكواب الشاي ليحملقوا في المنظر غير مصدقين ما يرونه؛ وإذ سيدة في ثياب بيضاء ساجدة بجانب الصليب فوق أعلى القبة الوسطى، صرخ فاروق محمد عطوة العامل بالجراج بصيحات التحذير لها لكي لا تلقي الفتاة بنفسها من أعلى، مشيرًا بإصبعه الذي كان مضمدًا بالأربطة بسبب إصابة خطيرة ومنتظرًا أن يبتره دكتور جراح في الصباح، صرخ بأعلى صوته لكي تنزل هذه السيدة، ولا تلقي بنفسها إلى أسفل لأنه ظنها مقدمة على الانتحار، ثم ذهب مسرعًا ليستغيث بشرطة النجدة وذهب باقي العمال عبر الشارع لعلهم يتمكنوا من استدعاء كاهن الكنيسة القمص قسطنطين موسى من منزله القريب من الكنيسة.

وبالفعل استجاب خادم الكنيسة المقيم بها، وذهب لبيت القمص قسطنطين موسى وفي لهفة قال له: “العذراء على قبة الكنيسة”… ذهب القمص قسطنطين ليصرح فيما بعد أنه رآها في منظر نصفي منير. بعد ذلك وجه بعض من عمال الجراج الضوء تجاه القبة، فأضاء المنظر بالأكثر، بعد ذلك نظرها الموجودين واقفة على أقدامها مرتدية ثياب نورانية، فصرخت واحدة من السيدات الواقفات غير المسيحيات: “إنها ستنا مريم..”.

في ذلك الوقت ظهر فجأة سِرب من كائنات نورانية كما لو كانت حمام، دون معرفة الجهة التي أتت منها وحلّقت في مكان الظهور، من ذلك الوقت ابتدأ تجمهر الناس والتزاحم حول الكنيسة كل ليلة.

أهتمام الحكومة المصرية

وزارة السياحة

وزعت وزارة السياحة على الحاضرين في المؤتمر الصحفي بيانًا يؤكد حقيقة الظهور ( شاهد بيان وزارة السياحة ) بعنوان “مريم العذراء تظهر يوميًا بكنيسة الزيتون بالقاهرة”، كما اهتمت وزارة السياحة باتخاذ الإجراءات اللازمة لاستقبال السياح في منطقة الزيتون.
كما اهتمت وزارة السياحة بتأكيد حقيقة الظهور للسفارات والمكاتب السياحية خارج مصر تمهيدًا لاستقبال السُيّاح.
أعلنت الدولة المصرية في جريدتها الرسمية حقيقة الظهور في جريدة “الوقائع المصرية” التي تصدرها الحكومة، مما يجعلها مصدرًا موثوقًا للأخبار الرسمية والقرارات الحكومية.

وزارة الداخلية وشرطة السياحة

وقد هنأ السيد شعراوي جمعة وزير الداخلية في ذلك الوقت الكنيسة بمعجزة الظهور في كنيسة العذراء مريم بالزيتون، وقرر إنشاء مكتب للبوليس السياحي في المنطقة قوامه أربعين جنديًا لتنظيم زيارة الكنيسة وحفظ الأمن، ونشرت الخبر جريدة “وطني” في صفحتها الأولى.

محافظة القاهرة

وقد اهتمت السلطات المحلية بتهيئة المنطقة لاستقبال الأفواج السياحية القادمة من كل مكان، وزار السيد محافظ القاهرة ومعه كبار معاونيه الكنيسة، وعقدوا اجتماعًا مع قيادات الكنيسة القبطية وبحضور القمص قسطنطين موسى كاهن الكنيسة لمناقشة الأمور التنظيمية الخاصة بالحدث.
اهتمت الجهات الحكومية وعلى رأسها محافظ القاهرة “سعد زايد” براحة الزوار، وأصدر المحافظ أوامره بإخلاء جراج هيئة النقل العام المواجه للكنيسة لاستيعاب آلاف الزوار المجتمعين كل ليلة لمشاهدة الظهور. وقد تم التعاقد بين محافظة القاهرة ومؤسسة النقل على إخلاء الجراج المواجه للكنيسة، وكان ذلك بالطبع اعترافًا ضمنيًا من الدولة بحقيقة الظهور. وفيما بعد بيعت أرض الجراج للكنيسة وبُنيَ عليها كاتدرائية السيدة العذراء بالزيتون.

الصحافة المحلية

سجلت الجرائد والمجلات المحلية الحدث في أولى صفحاتها وعناوينها الرئيسية، وسجلت تحقيقات مع شهود العيان، ومع من شُفوا من أمراض مستعصية بطريقة معجزية أثناء الظهور. ومن الأخبار الطريفة التي تشهد لاهتمام العالم بتلك المعجزة خبر عن شركات الطيران العالمية التي أعلنت عدم وجود أماكن شاغرة على متن طائراتها للقاهرة بسبب تزايد السياح القادمين إلى مصر لمشاهدة الظهور.

الكنيسة القبطية

لقد سجلت الكنيسة شهادتها ببيان رسمي أذيع في مؤتمر صحفي، وأجاب أساقفتها بعدما تحققوا بأنفسهم من حقيقة الظهور على استفسارات الحاضرين بكل شفافية. والذي صدر في الصحف المصرية والأجنبية يوم الأحد 5 مايو. من أهم الصحف التي نقلت أخبار المؤتمر الصحفي الأهرام – الأخبار – الجمهورية – وطني – جريدة الأنوار اللبنانية، The American daily newspaper-New York Times.

كلف قداسة البابا كيرلس السادس بطريرك الكرازة المرقسية نيافة الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي والدراسات القبطية واللاهوتية بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق فيما يختص بوقائع الظهور والمعجزات الكثيرة، المصاحبة له، وهذه اللجنة بخلاف اللجنة الأولى التي أكدت ظهور العذراء في الزيتون في 30 أبريل 1968 وقد كانت مهمة هذة اللجنة تجميع الوثائق من شهادات وتقارير من رأوا بعيونهم، وتنظيمها وتنسيقها، ثم فحص المعجزات الشفائية، التي تمت منذ التجلي الطاهر، بمعرفة الأطباء والإخصائيين أعضاء القسم الطبي من هذه اللجنة، ونشر كل ذلك على الناس باللغات العربية والأجنبية، وقد أصدرت اللجنة هذه التقارير في كتاب خاص بها نشر في وقته (موسوعة الأنبا غريغوريرس الجزء 20 العذراء مريم حياتها رموزها ألقابها فضائلها تكريمها ظهورها معجزاتها من ص 455 إلى ص511 ). وقد ضم الكتاب مناظر التجلي للعذراء وهي ١٠ مناظر وأيضًا الظواهر الروحية المصاحبة للتجلي وعددها 6.

اعتبرت الكنيسة يوم (24 برمهات – 2 أبريل) من كل عام عيدًا من أعياد العذراء القديسة مريم، ودونت قصة الظهور في كتاب السنكسار لتُقرأ في جميع الكنائس في هذه الذكرى من كل عام.

الصحافة العالمية

كُتبت باللغات العربية والأجنبية مقالات، وكتب عديدة صدرت خلال سنوات الظهور، أو بعدها لباحثين ومدققين مصريين وأجانب عاينوا الحدث، وقد تضمنت كتاباتهم وصفًا للظهور وملابساته وشهادات من عاين الظهور، ومن الصعب ذكر كل هذه الكتب والمقالات بسبب كثرة أعدادها.

الكنائس والطوائف الأخري

بطريرك الأقباط الكاثوليك

أعلن غبطة الكاردينال اسطفانوس الأول بطريرك الكاثوليك: “إنه ظهور حقيقي ولا يخامره فيه أي شك، فقد أيده الكثيرون من أبنائه من الأقباط الكاثوليك ممن يثق بهم، ورَووا له تفاصيل رؤيتهم للعذراء في قبة الكنيسة”، كما جاءت إليه راهبة اسمها (بولا دي موفالو) معروفة بتحريها للدقة وروت له– وجسمها يرتعد وينتفض، كيف أنها شاهدت بعينيها مريم العذراء في قبة الكنيسة، وليست هي وحدها التي شاهدتها بل لقد رآها الألوف من أفراد الشعب. إن هذه المعجزة الفريدة تنطوي على رسالة تُبشر بالخير وستجعل من هذه الكنيسة مزارًا عالميًا مُقدسًا يحج إليه الناس من جميع أنحاء العالم”.

الأب جوزيف مظلوم – طائفة الكاثوليك المارون- ومحرر جريدة “لو ميساجير”:

قال عنه “جيروم بالمر”: “إنه لم يكن عن الأب جوزيف أدنى شك باستقامة وأمانة الشهادة لهذه الظهورات من قبل الطوائف القبطية والكاثوليكية، والإسلامية. وهو على دراية بالكثير من حالات الهداية نتيجة اختبارات الظهور ويشهد أن المسيحيين صاروا أقوى إيمانًا”.

الأب الدكتور هنري عيروط – مدير مدارس العائلة المقدسة الكاثوليكية:

قال: “ليس غريبًا أن تظهر العذراء في الكنيسة القبطية بالزيتون.. فلها أن تظهر في أي مكان، ولا سيما في مصر في هذه الآونة بالذات، وفي الكنيسة القبطية بالزيتون في المنطقة التي شهدت مرور العائلة المقدسة بها..”. 

القس الدكتور إبراهيم سعيد رئيس الطائفة الإنجيلية:

صرح الدكتور إبراهيم سعيد رئيس الطوائف الإنجيلية بمصر للصحافة بأكثر من تصريح منها قوله: “إن بين الجموع التي شاهدت العذراء شخصيات معروفة بدقة حكمها على الأشياء وتقديرها للأمور، ولا شك في صدق ما شاهدته وروته تلك الشخصيات، وإذا كان الله قد سمح بأن تظهر لنا العذراء في هذه الأيام، فلعل ذلك ليعوض الناس عن حرمانهم من زيارة القدس هذا العام، فجاءت هي إليهم لتشد أزرهم”.. واختتم تصريحه بقوله: “ليس ما أقوله لك الآن عن العذراء أقوله لأول مرة، فقد قلته عقب عظة الأحد الماضي بالكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة..”. 

كما صرح في مرة أخرى قائلًا: “لقد ظهرت السيدة العذراء على هيئة جسمية كحمامة، وظهورها ثابت بشهادة الشهود، كل الذين رأوها وصفوا لي روعة ظهورها، نعم أنا لم أرها بنفسي لأنها تظهر في أوقات لا تساعدني صحتي على التواجد فيها.. ولكن شهود العيان أساتذة وعلماء رووا لي ما شاهدوه، وكله مذهل، وشهادتهم حق. ثم قال: “إن الإنجيليين يؤمنون بذلك كله”.