جريدة وطنى 5 مايو 1968
جريدة:
تاريخ النشر: مايو 5, 1968
اللغة:

 

بيان المقر البابوى يؤكد ظهورالعذراء
معجزات الشفاء لمن شاهدوا العذراء
تقرير هام لوزارة السياحة عن ظهورها ومعجزاتها
ارسال التقرير وجريدة وطنى إلى سفاراتنا ومكاتبنا السياحية في جميع عواصم العالم

مؤتمر صحفى في المقر البابوى يشهده مندوبو الصحف والإذاعة والتليفزيون

ثبوت ظهور العذراء بطريقة قاطعة
الظهور جاء لتأكيد هذه الحقيقة في عالم يسوده الشك

أعلنت بطريركية الاقباط الأرثوذكس ثبوت ظهور العذراء في كنيسة الزيتون طوال الشهر الماضى بطريقة قاطعة ، قال الانبا اثناسيوس اسقف بني سويف الذى تلا بيان المقر البابوى أن الظهور المتكرر يثبت أن العذراء ظهرت بنفسها في عالم يسوده الشك ، صرح نيافة الأنبا صموئيل اسقف الخدمات العامة بأن كتابا سيصدر يحتوى على شهادات الذين رأوا العذراء والمعجزات التي اقترنت بظهورها ، قال الانبا غريغوريوس أسقف البحث العلمى والدراسات العليا ان هذا الظهور علامة سمائية من الله على أنه معنا ، وهو بشير خير . حفل المؤتمر الصحفى الذى عقده المقر البابوى بدار بطريركية الاقباط الأرثوذكس في الساعة الأولى بعد ظهر امس بعدد كبير من رجال الصحف ومندوبى وكالات الانباء والإذاعة والتليفزيون في مصر والخارج ، كان بينهم عدد من مراسلى الصحف العالمية حضروا خصيصاً لتسجيل انباء المؤتمر الصحفى . وحضر المؤتمر من رجال الكنيسة القبطية أصحاب النيافة الانبا صموئيل اسقف الخدمات العامة والانبا اثناسيوس اسقف بنى سويف والانبا غريغوريوس اسقف الدراسات العليا والبحث العلمى والانبا ابرام أسقف الفيوم والقمص جرجس متى مدير البطريركية والقمص مرقس غالى وكيلها والقمص بطرس الجوهرى والقمص يوحنا عبد المسيح والقمص بنيامين كامل سكرتير قداسة البابا كما حضر الأستاذ فرح اندراوس السكرتير العام لهيئة الأوقاف والأستاذ وليم فريد مدير الاستعلامات بوزارة السياحة ، والدكتور يوسف يواقيم والأستاذان نيروز بانوب وعبده ارمانيوس . وبدأ الأنبا اثناسيوس اسقف بنى سويف المؤتمر بالترحيب باسم قداسة البابا كيرلس بمندوبى الصحافة وأجهزة الاعلام المصرية والعالمية ،ثم تلا بالعربية بيان المقر البابوى عن ثبوت ظهور العذراء بالكنيسة القبطية الارثوذكسية بالزيتون ، وبعدها تلا ترجمة للبيان باللغة الإنجليزية .

مؤتمر صحفى لبطريركية الاقباط

بشير خير

وبعد تلاوة البيان اخذ مندوبو الصحف ووكالات الانباء يوجهون الأسئلة الى ممثلي البطريركية ، فسأل مندوب وكالة اسوشيتدبرس “كيف تفسرون ظهور هذه المعجزة في زمن النكسة ؟ “ .
وأجاب الانبا غريغوريوس اسقف الدراسات العليا والبحث العلمى على هذا السؤال قائلا : ” لعل هذا الظهور بشير خير وعلامة سمائية من الله على أن الله معنا وسيكون في نصرتنا ، ولكي ترتفع الروح المعنوية في شعبنا فهي ازمة طارئة في طريقها للزوال ، ان العذراء ـ بعد ان استولي اليهود علي الأماكن المقدسة في القدس ـ يحزنها ما جري هناك ، فهذا الظهور هنا علامة من السماء على ان الله لا يرضي عما يحدث في القدس ، وان النصرة ستكون لنا باذن الله “.
وأعاد نيافة الانبا غريغوريوس تلاوة هذه الإجابة باللغة الإنجليزية .

بعد تحقيقات

“وأجاب نيافة الانبا صموئيل اسقف الخدمات العامة علي أسئلة بعض الصحفيين الأجانب ، فقال : ان قداسة البابا كيرلس السادس اهتم بانباء ظهور العذراء بكنيسة الزيتون ، و عهد الي لجان لبحث الامر وتقديم تقرير عنه ، و لم يشأ ان يعلن نتائج البحث الا بعد تحقيقات ثابتة ومعتمدة “.
وأضاف نيافة الانبا صموئيل ان البطريركية بصدد اخراج كتاب يشمل جميع الوقائع والمعجزات.
وقال الانبا اثناسيوس : لقد تأكد الظهور بطريقة قاطعة .

رسالة عملية

ووجه أحد الصحفيين سؤالا: هل هناك رسالة للعذراء جاءت بها في ظهورها ؟
وأجاب الانبا اثناسيوس على السؤال : “ورد في بيان المقر البابوى أن الظهور مصحوب بأمرين هامين ظهرت اثارهما واضحة ، الأول انتعاش روح الايمان في عصر أحوج ما نكون فيه الى تعميق الايمان بالله في نفوس الناس ، والامر الثانى هو ما اقترن بالظهور من معجزات البرء والشفاء والتوبة والخلاص ، وليست هناك رسالة أعظم أو أهم من هذه”. وعاد السائل يسأل : هل اسرت العذراء لاحد برسالة شفوية عند ظهورها ؟
وأجاب الانبا صموئيل بان الرسالة العملية التي اسفر عنها الظهور الاعجازى أقوى من الرسالة الشفوية .

معجزات عديدة

ورد نيافة الانبا صموئيل على سؤال عما اذا كانت هناك معجزات حسية ملموسة اقترنت بظهور العذراء ، فقال :
” ان أعداد المعجزات اكثر من ان تحصى ، وقد كتبت عنها صحف كثيرة ، ونحن نجمع الان المعلومات عن هذه المعجزات “.

الذين شاهدوها

وسأل أحدهم عن الذين شاهدوها من الحاضرين ، فأجاب الانبا صموئيل بأنه شاهدها كثيرون ، وبينهم الانبا اثناسيوس الذى استمرت مشاهدته لها ساعتين وربع ساعة وهى في ظهور واضح متصل ومتألق .
وقال الأستاذ فرح اندراوس أن الانبا اثناسيوس سيروى بنفسه تفاصيل مشاهدته العذراء .

فوق كل شك

وقال الانبا اثناسيوس : “كما ورد في بيان المقر البابوى ان الظهور كان بأشكال مختلفة ، من أروعها ظهورها بشكلها الكامل مجسما وقد رأيتها بنفسى بهذا الشكل الباهر في الساعة الثالثة الا ربعا فجر يوم الثلاثاء الماضى ، وسبق ظهورها انطلاق حمامتين وبدأ ضوء خافت ما لبث أن توهج كمصباح الفلورسنت ومن خلاله ظهر الجسم الغازى الذى وضح على الفور دفعة واحدة كما يقال بالتعبير الدارج ” تطق ” وظل هكذا الى الساعة الخامسة صباحاً ، وكانت العذراء طوال هذه المدة تتحرك الى اليمين والى اليسار وتبسط يديها للناس كأنها تحييهم وتباركهم ، اننى اعجز عن ان اصف لكم هذا المنظر ، الى الساعة الخامسة ظلت هكذا واضحة على مدى ساعتين وربعا حتى كاد الناس يفقدون عقولهم ، ولو حاولنا في المستقبل أن نأتى بمخرج ليعيد تصوير هذا الظهور لما استطاع ، انه ظهور روحى عال ملئ بالبركة ولا يمكن تصويره أو تقليده . وفى ليلة سابقة ظهرت العذراء فوق القبة الوسطى من الساعة الحادية عشرة والنصف مساء الى الثانية صباحا ، وظهر ضوء فوق الصليب حوله الى شعلة من النور “.
وختم الانبا اثناسيوس كلمته قائلا : “اننا بشهادتنا هذه فوق كل شك ، ولولا ان البطريركية شاءت أن تتحرى الدقة قبل أن تصدر بيانها لما انتظرت الى اليوم بعد شهر كامل كانت انباء المعجزة تدوى في خلاله في جميع ارجاء العالم ” .

الفاتيكان والمعجزة

وسأل أحدهم “لماذا لم يعلن الفاتيكان عن المعجزة ؟ ” وسأل الانبا اثناسيوس ” وكيف يعلن الفاتيكان عن المعجزة قبل أن نعلن نحن عنها ؟”

بعض من شاهدها

ووقف بعض من شاهد العذراء من الحاضرين يروى تفاصيل رؤيته لها ، وقال المهندس فوزى منصور رئيس الهيئة التنفيذية لبناء الكاتدرائية المرقسية بالعباسية أن بين الذين شاهدوها الدكتور لويس مرقس رئيس قسم اللغة الإنجليزية بجامعة عين شمس ، وحضر الدكتور لويس وقال انه قدم شهادته مكتوبة للبطريركية سجل فيها رؤيته العذراء بكنيسة الزيتون في الساعة الرابعة الا ربعا صباح الاحد الماضى وفى الساعة الثالثة صباح الثلاثاء الماضى وكان الضوء يشع من جسمها النورانى . ووقف الدكتور مينا تادرس وقال انه شاهدها وأسرته وكان جسمها النورانى واضحا. وروى الأستاذ زكى شنوده المحامى ومدير المؤتمر الاسيوى الافريقى كيف شاهدها ” وقد نشرنا تفاصيل روايته في التحقيق الصحفى المنشور بهذا العدد ” وختم حديثه قائلا ” استطيع ان أقول اننى ولدت ولادة جديدة بعد ان رأيت العذراء ” ثم تولى بنفسه ترجمة شهادته الى اللغة الإنجليزية .

بركات مجتمعة

وأجاب الانبا صموئيل على سؤال عن مغزى ظهور العذراء في الوقت الذى تتأهب فيه الكنيسة القبطية للاحتفال بمرور 19 قرنا على استشهاد القديس مرقس كاروز مصر وافريقيا ، فقال : ” انها البركات حينما تتجمع وتتلاقى ، فالاحداث المباركة بشير خير ، وهى علامة على تدفق بركات الله “ وأشار الانبا صموئيل الى المرات الثلاث التي ظهرت فيها العذراء في لورد وفى فاتيما بالبرتغال وفى القدس ، وقال ان المرة الرابعة التي ظهرت فيها أخيرا في الزيتون وما زالت تظهر في كنيستها تمتاز على جميع المرات الماضية ميزة كبرى لم يسبق لها مثيل ، اذ توالى ظهورها ومازال يتكرر ، ولم يقتصر على المسيحيين وانما شمل المواطنين ، وهذه علامة طيبة على الوحدة المباركة .

الصلاة والمعجزات

ووقف القمص جرجس متى مدير الديوان البطريركى ، وقال : ان الشرق معروف بانه مهبط الروحيات وموئل الايمان ، واذا كانت معجزة ظهور العذراء قد جاءت في هذا العهد ، فهو يذكر الصلوات التي يوالى قداسة البابا كيرلس السادس اداءها يوميا في الصباح والمساء ، والمعجزات تقترن دائما بالصلوات ، ونحن نرقب المزيد منها بصلوات قداسة البابا رجل الصلاة “.

معالم الظهور

ورد الانبا اثناسيوس على سؤال عن معالم الرؤية في ظهور العذراء ، فقال انها كانت واضحة المعالم ، وثوبها يتحرك متماوجا مع حركتها الهادئة فوق القبة ، ولونها يميل الى الأزرق الفاتح ، وقد رأيتها تحيط بها أحيانا هالة حول جسمها واحيانا أخرى هالة فوق رأسها .
وختم الانبا اثناسيوس حديثه قائلا : ” لقد تيقنت البطريركية يقينا كاملا بظهور العذراء ، وتوالى هذا الظهور وتعدد مظاهره انما جاء لتأكيده في عالم يسوده الشك “.

القاهرة تعيش في معجزة ظهور العذراء

تقرير هام من وزارة السياحة الى سفاراتنا ومكاتبنا السياحية في الخارج

اعدت إدارة الاستعلامات بوزارة السياحة تقريرا عن معجزة ظهور العذراء بالكنيسة القبطية بالزيتون ، هذا نصه : تعيش القاهرة في هذه الأيام ولا حديث لسكانها الا مريم العذراء وظهورها فوق قباب كنيسة الزيتون وما يصحب ذلك من معجزات . الوف من البشر من كافة الأديان والملل ومن كافة الطبقات والمهن والحرف ، أطفالا وشبابا وشيوخا ، وحتى الكهول منهم راحوا يتحاملون على اقربائهم او على عكاز خشبى ، يملاءون أربعة شوارع حول الكنيسة وعيونهم لاتفارق قباب الكنيسة في انتظار ظهور مريم العذراء في طيفها الشفاف .

مرات الظهور السابعة بالخارج

وظهور مريم العذراء اليوم ليس حدثا غريبا جديدا في العالم بل لقد ظهرت ثلاث مرات من قبل ، مرة في كنيسة مدينة لورد في فرنسا ومرة في قرية فاطيما بالبرتغال والمرة الثالثة في مدينة القدس منذ عشر سنوات بدير الاقباط الأرثوذكس ، وفى الحالات الثلاث كان ظهورها للحظات قصيرة جدا كما كان ظهورها اما لفرد في لحظة من لحظات الصفاء الروحى او لعدد من الافراد لا يزيد عن أصابع اليد اذا لجأوا اليها في صلواتهم يطلبون شفاعتها في طلب العون أو الشفاء . كانت تترائ لهم كالطيف العابر للحظة قصيرة من الوقت .

…. وفى مصر

أما في مصر فقد ظهرت في الزمان القديم مرة لراعى كنيسة أتريب (بنها الحالية) أيام هارون الرشيد الخليفة العباسى الذى ارسل الى والى مصر يطلب منه هدم الكنيسة فراح راعى الكنيسة يصلى ليل نهار لثلاثة أيام ضارعا كى لاتهدم الكنيسة ، وفى اليوم الثالث ظهرت له مريم العذراء ووعدته بالحصول على فرمان من الخليفة العباسى نفسه في بغداد بعدم الهدم ، وتم ذلك فعلا . دخل من نافذة ديوان الخليفة طائر خطف الفرمان من امام الخليفة حيث حمله الى راعى الكنيسة في مصر في اليوم الثالث .  اما المرة الثانية فيقول التاريخ بأنها ظهرت أيام الخليفة المعز لدين الله الفاطمى أيام الانبا ابراهام السريانى في كنيسة المعلقة بمصر القديمة .

ظهور كامل شامل 

أما ظهورها هذه الأيام بالقاهرة فيتميز بالوضوح التام . تظهر في هالة من النور الربانى امام الجماهير المحتشدة ، ولا يقتصر ظهورها على المسيحيين او على طائفة منها فحسب بل شملت جميع العقائد والطوائف والأديان على السواء . يتكرر ظهورها عدة مرات من ليلة الى أخرى ، ويقترن ظهورها ايات من الاعجاز ، معجزات البر والشفاء ، كفيف البصر تفتحت عيناه على صورتها المضيئة والمريض الذى يئس من الشفاء استرد صحته وعافيته والاخرس المحروم من النطق تكلم منشدا ومرتلا الترانيم الروحية ممجداً وشاكراً لمريم العذراء جميل صنعها له .

كيف بدء ظهورها 

كان بدء ظهورها مساء الثلاثاء 2 ابريل سنة 1968 وكانت الساعة الثامنة والنصف مساء عندما كان السيد حسن عواد  (بطاقة رقم 23289 قسم الجيزة ) ومعه السيد عبد العزيز على الخفير – السيد مأمون عفيفى سائق (بطاقة رقم 9927 قسم السيدة ) ومعه السيد ياقوت على وهم جميعا من العاملين بمؤسسة هيئة النقل العام بالزيتون – كانوا وقوفا عند باب جراج المؤسسة المواجه لكنيسة العذراء بالزيتون . لفت نظرهم شعاع نورانى باهر ينبثق من فوق القبة الكبرى للكنيسة ، احدقوا النظر مدققين فتبين لهم وجود فتاة متشحة بثياب بيضاء جاثية فوق القبة وبجوار الصليب الذى يعلوها ، انه منظر غير مألوف ، ومما اثار دهشتهم واعجابهم ان جدار القبة مستدير وشديد الانحدار ويستحيل على اى انسان الوقوف على القبة ، تسمرت اقدامهم وغمرتهم الدهشة وراحوا يرقبون مصير الفتاة . 

مضت لحظات شاهدوا بعدها الفتاة الجاثية وقد وقفت ، فارتفعت ، الصيحات مخافة ان تسقط ، وتبادر لذهن البعض منهم انها قد تكون فتاة تعتزم الانتحار ، صرخوا لنجدتها وأبلغت شرطة النجدة وجاء رجالها على عجل ، وتجمع المارة من النساء ومن الرجال ، وانضم اليهم عمال الجراج ورجال الشرطة ، الكل في دهشة لهذا الحدث العجيب . اخذ شكل الفتاة يزداد وضوحا ويشتد ضياء ثم ظهرت الصورة واضحة تماما ، صورة باهرة في غلالة من النور الأبيض السماوى تتشح برداء ابيض وتمسك في يدها بغصن اخضر من اغصان شجر الزيتون ثم فجأة طار سرب من الحمام الأبيض من فوق رأسها .

تذكرت بعض السيدات اللاتى تجمعن في الطريق هذا المنظر ، انه منظر مألوف لهن في بعض الصور المتداولة لمريم العذراء ، فصرخن (دى ستنا مريم العذراء) عندئذ انطلقت أصوات الجماهير قائلة ” بركاتك يا عذراء “ . وراح الكل يهلل ويكبر ، منظر رائع خلاب بل هو مشهد دينى مثير نابض بالتراتيل والصلوات والدعوات ، هذا يبكى فرحا وذاك يصلى ، وثالث يسجد ورابع طالبا شفاعة مريم للشفاء ، في هذا الجو انطلقت الزغاريد محيية ام النور مريم العذراء .

بعد تحطيم المصباح 

أخذ البعض يفكر في هذا الحدث وراحوا يستوضحونه مخافة ان يكون في الامر خداع ، خافوا ان يكون ذلك نتيجة لانعكاس أضواء مسلطة من مصابيح كهربائية على نوافذ الكنيسة الملونة . أرادوا ان يقطعوا الشك باليقين فسلطوا أضواء كاشفة على الصورة النورانية فازدادت تألقا وظهورا ، عمدوا الى تحطيم المصابيح الكهربائية بالشارع والقريبة من الكنيسة فزداد ظهور مريم في صورتها النورانية . لم يكتفوا بذلك بل اطفأوا انوار المنطقة كلها فبدت مريم العذراء في نورها السماوى اكثر وضوحا وضياء ، عندئذ تأكد الجمع بان الفتاة التي امامهم هي من غير شك مريم العذراء . علا التصفيق واشتد الصياح والتهليل والتكبير حتى شق عنان السماء ( العذراء …. العذراء) …. انطلقت الحناجر تنشد وترتل وتصلى طوال الليل حتى فجر اليوم التالى .

إذاعة النبـــــأ

ومع صباح اليوم التالى كانت الجموع  قد تفرقت وكان النبأ قد سرى سريان البرق بين سكان القاهرة كلها ثم انتقل الى بلاد القطر كله ، وحملته وكالات الانباء للشرق والغرب ، واذاعته الصحف والمجلات الغربية والاذاعات المختلفة ومحطات التليفزيون في الخارج .

الجموع حول الكنيسة 

وفى مساء يوم 9 ابريل سنة 1968 كانت الألوف من البشر قد تجمعت حول الكنيسه ، الناس من كافة الأديان والملل ومن كافة الطبقات ومن كل المهن والحرف ، واطفالا من كافة الاعمار شيبا وشبابا ، رجال الدين والراهبات والرهبان والشمامسة بزيهم الدينى ، ثم كنت ترى وجوها اجنبية من السياح ورجال السلك الدبلوماسي ووكالات الانباء الأجنبية والمصورين بآلاتهم ، الكل وقوف في الشوارع المحيطة بالكنيسة وطوال الليل في انتظار ظهور مريم العذراء ، وعند مشارف ضاحية الزيتون وفى كافة الطرق المؤدية للكنيسة تصطف الآف السيارات عند النوافذ جميعها ، وتقطع الطريق حتى على المترجلين الذين قصدوا الكنيسة سيرا على الاقدام لتغذية نفوسهم غذاء روحيا تقوية لايمانهم .

كاهن الكنيسة يتكلم 

وصرح القمص قسطنطين موسى كاهن كنيسة الزيتون بأنه شاهد مريم العذراء في صورتها الواضحة مساء 9 ابريل سنة 1968 وفى الساعة العاشرة مساء . ومنذ يوم 2 ابريل الى الان تمضى الجموع مساء كل يوم صوب الكنيسة وهى تطير فرحا . ترى الشيوخ يجدون في السير سراعا والعجائز يمدون الخطى خفافا والحبالى يسرعن في خطاهن وكأن قوة روحانية تشد اعوادهم ، اكثر من 40 الفا ترابط في الشوارع المحيطة بالكنيسة منذ الغروب وحتى مطلع الفجر، انظارهم جميعا معلقة في اهتمام بالغ بالقباب الثلاث ، وما تكاد تشرق مريم العذراء عليهم بملامحها وملابسها البيضاء في هالة من النور من خلال الظلام  الداكن حتى تجد الجموع في السير وقد غمرتهم الفرحة وارتسمت على وجوههم علامات السرور وقوة الايمان ، وتنطلق الزغاريد وتنشد الأناشيد والتراتيل وهكذا تتكرر الصورة كل ليلة وقد بلغ ظهورها حتى اليوم 27 مرة .

لجنة بابوية 

وأوفد قداسة البابا كيرلس السادس بلجنة باباوية من رجال الاكليروس وعاينوا الكنيسة وسهروا مع الناس القادمين من كل ركن لمشاهدة مريم العذراء ، ثم قدموا تقريرهم لغبطة البابا المعظم قالوا فيه .  ” لقد ثبت للجنة ظهور مريم العذراء وانه ظهور حقيقى لا خداع فيه وان كثيرين من الذين شاهدوها من المسلمين وهذه البقعة أصبحت مقدسة من اليوم لحلول مريم العذراء فيها وسوف تصبح مزارا عالميا يحج اليه الناس من كل الأديان ومن كل فج في العالم “.  وقد علق قداسة البابا على هذا الحدث بقوله : ” انه بشيرخير وعلامة سلام “.

وبطريرك الكاثوليك 

وقال غبطة الكاردينال اسطفانوس الأول بطريرك الكاثوليك . ” انه ظهور حقيقى ولا يخامره فيه اى شك فقد ايده الكثيرون من أبنائه من الاقباط الكاثوليك ممن يوثق بهم ورووا له تفاصيل رؤيتهم للعذراء في قبة الكنيسة كما جاءت اليه راهبة اسمها (بولا دي موفالو) معروفة بتحريها للدقة وروت له – وجسمها يرتعد و ينتفض ، كيف انها شاهدت بعينيها مريم العذراء في قبة الكنيسة ، وليست هي وحدها التي شاهدتها بل لقد رآها الالوف من افراد الشعب ، ان هذه المعجزة الفريدة تنطوي علي رسالة تبشر بالخير و ستجعل من هذه الكنيسة مزارا عالميا مقدسا يحج اليه الناس من جميع انحاء العالم ” .

والاب عيروط

و صرح الاب عيروط مدير مدارس العائلة المقدسة بالقاهرة . ” ليس غريبا ان تظهر العذراء في الكنيسة القبطية الارثوذكسية بالزيتون ، ان ظهورها في اية بقعة من بقاع العالم لايدعو الى الدهشة فلها ان تظهر في اى مكان ولاسيما في مصر ، في هذه الآونة بالذات وفى الكنيسة القبطية بالزيتون في المنطقة التي شهدت مرور العائلة المقدسة بها . وانا لنرقب  رسالة من هذا الظهور الاعجازى فقد اقترن الظهور قديما وفى كل مرة في البلاد الأخرى برسائل معينة املتها او اوحت بها للذين ظهرت لهم . ولهذا ارادت بظهورها ان تعوض الذين حالت ظروف العدوان دون زيارتهم للاراضى المقدسة ببيت المقدس عن هذا الحرمان ” .

الشفافية والخصوبة الروحية 

وقال احد الاباء ويشاركه في رأيه الكثيرون من رجال الدين بأن الرؤيا لاتتم بنفس الصورة او بالوضوح للناس جميعا بل ان الخصوبة الروحية والشفافية الدينية والايمان العميق له دخل كبير في رؤية العذراء مريم ، اذ لوحظ ان من بين الحشد من يري الصورة  واضحة في حين ان البعض الاخر يري نورا فقط وثالث قد لا يري شيئا بل ان هناك شقيقن توأمين كانا يقفان يوم 9 ابريل سنة 1968 وظهرت لواحد منهما كاملة بينما لم ير الثانى الا شعاعا ضئيلا . وقد لوحظ ان مريم العذراء تظهر في وضوح تام وبالصورة الوضاءة كاملة للأطفال لما هم عليه من طهر وشفافية وبعد عن ادران هذه الحياة الدنيا . ومع ذلك فحتى الذين لم تتح لهم الرؤيا فأنهم يشاهدون مهرجانا دينيا تنشد فيه الترانيم الروحية وتقام فيه الصلوات ، الجميع وقد انفعلوا بالمشاعر القدسية وباتو يعلقون الامل برؤيتها من لحظة لأخرى ، ومع أنهم وقوف طوال الليل من الغروب وحتى مطلع الفجر فأنهم لم يحسوا فيه بتعب او عناء بل يعودون وقد امتلأت قلوبهم بالراحة والرضاء والايمان العميق .

بشير بالخير والسلام

ويفسر بعض رجال الاكليروس ظهورها بمدلولات عدة هي :  ظهرت مريم العذراء لشعب مصر المبارك لتعوض الحجاج المصريين عن حرمانهم من زيارة بيت المقدس بعد ان اغلق العدوان الأبواب في وجوههم . ظهر لهم النور السماوى لانهم حرموا من نور القيامة المجيد فاحسوا بالعزاء يثلج ويطمئن نفوسهم.

وظهورها وفى يدها غصن من أغصان الزيتون بشير بالخير والسلام لمصر وللعالم كله والمعروف ان مريم العذراء زارت مصر ، واقترنت زيارتها بالبركة يوم قدمت تحمل الطفل يسوع على ذراعيها ، وهى اذ تزورها اليوم في الوقت الذى تقام فيه الكاتدرائية المرقسية الكبرى لتكرزها لاسيما وانها ستضم رفات القديس مرقس الرسول كاروز الديار المصرية اول من حمل مشعل المسيحية في القرن الأول وهو الذى حطم الاوثان في الديار المصرية . ومرت مريم العذراء بهذه المنطقة عند هروبها من بيت لحم وقد تكون قد استراحت في هذا المكان ، وهى اذ تجئ اليوم فانما الى هذه الكنيسة التي أقيمت باسمها لتصبح مزارا للحج ينطوى هذا الظهور بالشرق بعد ان ظهرت في الغرب على دلالة هامة ،  اذ ان العذراء ارادت بذلك ان تبارك الرباط المقدس الذى سيربط كنائس الشرق بكنائس الغرب إيذانا بوحدة الكنيسة كما كانت في القرون الأولى المسيحية . 

وقد عرض هذا البيان على قداسة البابا كيرلس السادس ، فاحاله الى نيافة الانبا اثناسيوس اسقف بنى سويف وبحضور القمص جرجس بشارة وكيل اللجنة البابوية لشؤون الكنائس والقمص يوحنا عبد المسيح سكرتير اللجنة والأستاذ وليم فريد باسيلى مدير الاستعلامات بوزارة السياحة تلى هذا البيان ودرست تفاصيل محتوياته وتمت الموافقة على ما ورد به.

بيان بابوى يؤكد ظهور العذراء

اذاع  المقر البابوى بالقاهرة على مندوبى الصحف ووكالات الانباء ومحطات الإذاعة والتلفزيون في المؤتمر الصحفى الذى عقد امس ببطريركية الاقباط الأرثوذكس البيان التالى :

منذ مساء يوم الثلاثاء 2 ابريل سنة 1986 الموافق 24 برمهات سنة 1684 . توالى ظهور ظهور السيدة العذراء ام النور في الكنيسة القبطية الارثوذكسية التي باسمها بشارع طومانباى بحى الزيتون بالقاهرة . وكان هذا الظهور في ليالى مختلفة كثيرة لم تنته بعد ، بأشكال مختلفة فأحيانا بالجسم الكامل واحيانا بنصفه العلوى ، يحيط بها هالة من النور المتلالئ ، وذلك تارة من فتحات القباب ، بسطح الكنيسة وأخرى خارج القباب ، وكانت تتحرك وتتمشى فوقها وتنحنى امام الصليب العلوى فيضئ بنور باهر ، وتواجه المشاهدين وتباركهم بيديها وايماءات رأسها المقدس ، كما ظهرت أحيانا بشكل جسم كما من سحاب ناصع او بشكل نور يسبقه انطلاق اشكال روحانية كالحمام شديد السرعة ، وكان الظهور يستمر لفترة زمنية طويلة وصلت أحيانا الى ساعتين وربع كما في فجر الثلاثاء 30 ابريل سنة 1968 الموافق 22 برمودة سنة 1684 حين استمر شكلها الكامل المتلالئ من الساعة الثانية والدقيقة الخامسة والأربعين الى الساعة الخامسة صباحا . وشاهد هذا الظهور الآف عديدة من المواطنين من مختلف الأديان والمذاهب ، ومن الأجانب ، ومن طوائف رجال الدين والعلم والمهن وسائر الفئات ، الذين قرروا بكل يقين رؤيتهم لها ، وكانت الاعداد الغفيرة تتفق في وصف المنظر الواحد بشكله وموقعه وزمانه بشهادات جماعية تجعل ظهور السيدة العذراء أم النور في هذه المنطقة ظهورا متميزا في طابعه ، مرتقيا في مستواه عن الحاجة الى بيان أو تأكيد . وصحب هذا الظهور أمران هامان : الاول انتعاش روح الايمان بالله والعالم الاخر والقديسين واشراق نور معرفة الله على كثيرين كانوا بعيدين عنه ، مما أدى الى توبة العديدين وتغير حياتهم . والثانى ، حدوث آيات باهرة من الشفاء المعجزى لكثيرين ثبت علميا وبالشهادات الجماعية.

وقد قام المقر البابوى بجمع المعلومات عن كل ما سبق بواسطة افراد ولجان من رجال الكهنوت الذين تقصوا الحقيقة وعاينوا بأنفسهم هذا الظهور ، واثبتوا ذلك في تقاريرهم التي رفعوها الى قداسة البابا الانبا كيرلس السادس . والمقر البابوى اذ يصدر هذا البيان يقرر بملء الايمان ، وعظيم الفرح ، وبالشكر الانسحاقى امام العزة الإلهية ان السيدة العذراء ام النور قد والت ظهورها بأشكال واضحة ثابتة في ليال كثيرة مختلفة ، لفترات متفاوتة وصلت في بعضها لاكثر من ساعتين دون انقطاع ، وذلك ابتداء من مساء الثلاثاء 2 ابريل سنة 1968 الموافق 24 برمهات سنة 1684 حتى الآن ، بكنيسة السيدة العذراء القبطية الارثوذكسية بشارع طومانباي بحى الزيتون في طريق المطرية بالقاهرة ، وهو الطريق الثابت تاريخيا ان العائلة المقدسة قد اجتازته في تنقلاتها خلال اقامتها بمصر . جعل الله هذه البركة رمز سلام للعالم ، ويمن لوطننا العزيز ، وشعبنا المبارك الذى سبق الوحى الالهى فنطق عنه . ” مبارك شعبى مصر”

للأسبوع الرابع تواصل العذراء ظهورها بكنيسة الزيتون
معجزات الشفاء التي جرت للذين شاهدوا العذراء
البابا كيرلس السادس أدى صلاة شكر بالكنيسة وأوصى بإقامة صلوات تمجيدا للعذراء
الكنيسة القبطية تسجل ظهور العذراء في كتاب سير القديسين (السنكسار)
مندوب خاص من الفاتيكان يشاهد العذراء ويكتب تقريرا للبابا بولس السادس
كيف شاهدها اسقف بنى سويف وهى تتحرك وتبارك الناس على مدى ساعتين الا ربعا
اسقف الخدمات العامة يوضح رسالة الخلاص التي تحملها العذراء الى الناس

تحقيق يكتبه مسعد صادق
للأسبوع الرابع على التوالي تواصل العذراء ظهورها الاعجازى للجموع المحتشدة حول كنيسة الزيتون ، كانت رؤيتها اكثر وضوحا واطول مدة بعد منتصف ليلة الاحد وفى فجر يوم الثلاثاء الماضيين ، جرى في هذا الأسبوع العديد من معجزات الشفاء للذين رأوها ، لم يعد رجال البطريركية القبطية يسألون الذين رأوها عن تفاصيل رؤيتهم لها فقد شاهدوها بأنفسهم ، قدم الانبا اثناسيوس اسقف بنى سويف تقريرا الى قداسة البابا كيرلس السادس عن مشاهدته لها في فجر الثلاثاء الماضى ، قرر قداسة البابا أداء صلاة شكر بالكنيسة وامر بإقامة صلوات تمجيد للعذراء في جميع الكنائس ، يسهر مبعوثو الهيئات الدينية ورجال السلك السياسي مع الجموع المتراصة حول الكنيسة في كل ليلة الى الصباح ، ارسل الى الفاتيكان تقرير جديد عن مواصلة ظهور العذراء ، كتب رجال الهيئات الدبلوماسية تقارير الى دولهم عن انباء هذا الظهور ، أرسلت سفارات مصر في الخارج والمكاتب السياحية تطلب موافاتها بالمزيد من التفاصيل ، كتبت وزارة السياحة تقريرا إضافيا عن ظهور العذراء لارساله الى السفارات والمكاتب السياحية .
أصبحت انباء الظهور الواضح المتكرر للعذراء في الكنيسة القبطية الارثوذكسية تحتل مكانا هاما في الصحف المحلية والعالمية ، وتنقل هذه الصحف ما تنشره “وطنى” وتضيف اليه ما يوافيها به مندوبوها في القاهرة ، ولاحديث للناس الا عن انباء هذا الظهور الاعجازى للعذراء ، ان ظهورها لم يعد موضع مناقشة بعد ان قطع الشك باليقين و تكررت الرؤية للالوف عدة مرات ، وانما الذى يناقش فيه الناس هو مدى نتائج هذه الرؤية وابعادها واثارها . اية معجزة تلك التي شاءت إرادة الله ان تهبها للناس هذه الأيام ؟ ما احوج العالم الى قبس من الروح يضئ جنبات النفس البشرية وسط الظلام ، لقد ظهر هذا القبس في بقعة طاهرة من ارض بلادنا ، وكان ظهوره مبعث عزاء ، ومصدر رجاء . وجاء القبس وهاجا متلالئا في صورة قدسية باهرة اشرقت على الناس فقوت ايمانهم بالله ، وزادت تقربا منه ، ورفعت ابصارهم من الأرض الى السماء وصرفتهم في لحظات عن التفكير في الماديات ، الى التأمل في الروحيات ، ولم يقتصر ظهور القبس على فرد او فئة من الناس وانما بدا كالشمس حينما تشرق على الجميع .
ان الاحاسيس التي انفعلت بها الجموع وهى تشاهد العذراء تتجسد جسما نورانيا متوهجا في ظلام الليل ، وتبسط يديها في حنان وعطف تتجاوب مع مشاعر الناس في كل مكان ، ليس الذين شاهدوها هم وحدهم الذين انفعلوا بتلك الاحاسيس ، وانما الذين قرأوا وسمعوا يعيشون معهم بارواحهم وقلوبهم ، وعيونهم تتطلع في لهفة ، من خلال الدموع ، الى القبس الوهاج بين قباب الكنيسة الصغيرة في ضاحية الزيتون .
وليست التضرعات والابتهالات والتراتيل التي تهتف بها الجموع حول الكنيسة هي وحدها التي تتردد بين جنبات الفضاء وترتفع الى عنان السماء ، وانما ترتفع معها تضرعات وابتهالات أخرى تنبعث من أعماق كل نفس متعبه تقبل الى الله بضمير نقى تنشد خلاصا ، وتلتمس برءا وشفاء .

صلوات تمجيد للعذراء

امر قداسة البابا كيرلس السادس بأقامة صلوات تمجيد للعذراء في جميع الكنائس القبطية بمناسبة ظهورها الاعجازى.

وفد بابوى

واوفد قداسة البابا كيرلس السادس نيافة الانبا اثناسيوس اسقف بنى سويف ولفيفا من الاكليروس الى كنيسة الزيتون لمتابعة ظهور العذراء واعداد تقارير عن تفاصيل هذا الظهور ومراقبته . وكان نيافة الانبا اثناسيوس قد وصل الى الكنيسة في الساعة العاشرة مساء الاثنين الماضى بصحبه وفد من ابروشية بنى سويف وظلوا هناك الى الساعة الخامسة والنصف صباح اليوم التالى ” الثلاثاء ” وشاهدوا في خلال ذلك العذراء بوضوح كامل .

اسقف بنى سويف يتحدث

وفى حديث خاص مع نيافة الانبا اثناسيوس اسقف بنى سويف ، قال نيافته : لقد شاهدت بنفسى مع الوف الجموع حول الكنيسة العذراء جسما مشعا يتحرك فوق سطح الكنيسة من الساعة الثالثة الا ربعا الى الساعة الخامسة فجر الثلاثاء الماضى ، لقد ظهرت بوضوح كامل بصورة مذهلة طوال هذه المدة ، لم تكن مجرد صورة تتراءى للناس وانما كانت جسما كاملا متلألئا ، انه منظر مبهج فعلا يقصر اللسان عن وصفه . وسألت نيافة الانبا اثناسيوس كيف بدا ظهورها في هذه اللحظة ، فأجاب ” بدأ ظهورها فوق سطح الكنيسة من الناحية الغربية ، وسبق ظهورها انطلاق حمامتين بيضاوين من فوق قبة الكنيسة ، وكان انطلاقهما كالصاروخ ثم غابا عن الأنظار في الفضاء ، وظهر بعد ذلك ضوء بدا خافتا كسحابة ثم توهج فجأة كمصباح ضوء ” الفلورسنت ” وبدت العذراء جسما كاملا مشعا وصورة ناطقة واضحة المعالم ، وتحركت فوق سطح الكنيسة في تؤدة وتطلعت الى الجموع بنظرات حانية ثم بسطت يديها في حركة هادئة وديعة روحية مليئة بالبركة لا استطيع ان اصفها ، أحيانا كان وجهها يتجه الينا ، واحيانا الى الجانب الآخر تحيط بها هالة من النور أينما اتجهت ، وتذكرت في هذه اللحظة قصة التجلى المدونة في الانجيل المقدس ، لقد تجلت العذراء للناس بشكل عجيب ، ساعتين الا ربعا ظلت هكذا ظاهرة امامهم ظهورا متصلا وهم يصلون ويتضرعون ويرتلون ، ان الذين عاشوا هذه اللحظات لن ينسوها مدى حياتهم ، حتى بعد أن غابت العذراء عن الأنظار وتلاشت فيما يشبه البخار ، ظل الناس يحملقون في مكان ظهورها كأنهم يستحثونها على العودة ، ان من يراها يحب الا يغيب بصره عنها ” .
واستطرد نيافة اسقف بنى سويف قائلا: ” لقد رويت ما شاهدت لقداسة البابا ، فطلب الى ان اعود الى الكنيسة لمتابعة رؤيتها وصادف هذا الطلب رغبة في نفسى ، فاننى تواق الى العودة لرؤيتها “.

ظهور بعيد الاثر

وقال لى نيافة الانبا صموئيل اسقف الخدمات العامة ان هذا الظهور الباهر للعذراء بعيد الأثر فى حياة الذين رأوها ، فانه يعمق ايمانهم ويهئ لهم سبيل الخلاص ، وليست هناك رسالة اجل شأنا من تعميق الايمان وتهيئة الخلاص للناس ، ولو لم تكن ثمة رسالة لهذا الظهور سوى ما اسفرت عنه من نتائج روحية في حياة الناس لكفى بها رسالة قدسية ، هناك كثيرون هيأ لهم ظهور العذراء سبيل الخلاص ورد اليهم ايمانهم ، احدهم كان ملحدا ، وكان يسخر ممن يحدثه عن ظهور العذراء، والح عليه بعض صحبه ان يذهب معهم الى كنيسة الزيتون فأطاعهم وهو يتحداهم ان يظهر ما يتحدثون عنه ، قال لهم انه سيذهب معهم ليسخر منهم ، وهناك حدثت المعجزة التي هزت الرجل واعادت اليه ايمانه ، فقد شاهد العذراء بنفسه مع الجموع المحتشدة ، ولم يتمالك الوقوف طويلا ، فقد رفع يديه الى السماء مستغفرا ، وهو في كل مساء يدعو الناس للذهاب الى كنيسة الزيتون ليروا العذراء ، وليقوى ايمانهم بالله . وسيدة كانت بعيدة عن الله ما كادت تشاهد العذراء حتى اقتربت منه وبدأت حياة جديدة وهى تستخدم سيارتها في نقل الناس الى كنيسة الزيتون لتتيح لهم ما تهيأ لها من ايمان وخلاص” .

تسجيل الظهور

وتتابع بطريركية الاقباط الأرثوذكس انباء ظهور العذراء ، وتدون تفاصيله ومواقيته أولا بأول تمهيدا لتسجيله في كتاب سير القدسين ” السنكسار ” الذى يحتوى الى جوار هذه السير على انباء الاحداث الهامة في تاريخ الكنيسة .

تقرير الى الفاتيكان

وحضر الى كنيسة الزيتون مساء الاحد الماضى مندوب من الفاتيكان ، وشاهد العذراء كما شاهدها عدد من مبعوثى الارساليات الدينية ، وكتب مندوب الفاتيكان تقريرا ارسله الى قداسة البابا بولس السادس في روما .

جاءت الينا لتشد أزرنا

وسألت القس الدكتور إبراهيم سعيد رئيس الطائفة الانجيلية عن رأيه في ظهور العذراء ، فأجاب :
” ان بين الجموع التي شاهدت العذراء شخصيات معروفة بدقة حكمها على الأشياء وتقديرها للامور ، ولاشك في صدق ما شاهدته وروته تلك الشخصيات ، واذا كان الله قد سمح بأن تظهر لنا العذراء في هذه الأيام ، فلعل ذلك ليعوض الناس عن حرمانهم من زيارة القدس هذا العام ، فجاءت هي اليهم لتشد ازرهم “.
واستطرد رئيس الطوائف الانجيلية قائلا : ” ليس ما أقوله لك الان عن العذراء أقوله لأول مرة ، فقد قلته عقب عظة الاحد الماضى بالكنيسة الانجيلية بقصر الدوبارة ، اذ رأيت على المنبر ورقة يسألنى كاتبها عن رأيي في ظهور العذراء ” .
وابتسم القس الدكتور إبراهيم سعيد وهو يمضى في حديثه قائلا ” لقد كان ظهور العذراء يتسبب في تعطيل الاجتماع الذى يعقده ابنى الدكتور مفيد بالكنيسة في الساعة التاسعة صباح الاحد ، فان كثيرا من الشابات والشبان الذين يشتركون في هذا الاجتماع لم يكن في مقدورهم ان يحضروا اليه في الصباح بعد ان سهروا الليل بطوله امام الكنيسة القبطية بالزيتون “.

تقرير من وزارة السياحة

وقد اتمت وزارة السياحة اعداد تقريرها عن ظهور العذراء بكنيسة الزيتون ، وارسل هذا التقرير فعلا الى سفارات مصر ومفوضياتها والمكاتب السياحية بالخارج . وكان الأستاذ عادل طاهر وكيل وزارة السياحة قد عهد الى الأستاذ وليم فريد مدير الاستعلامات بالوزارة بمتابعة ظهور العذراء بالكنيسة وموافاته بأنبائها ، وذهب الى هناك عدة مرات وكتب تقريرا بما شاهده ومازالت ترد برقيات من الخارج تطلب مزيدا من التفاصيل عن المعجزة .

تليفون من المـــانيا

وبلغ من اهتمام العالم في الخارج بأنباء المعجزة ، أن اتصل ” جون جربشكو ” كبير الصحفيين بألمانيا الغربية بوزارة السياحة تليفونيا ، وقال ان المانيا كلها تهتم بأنباء ظهور العذراء وتطلب موافاتها بما يجد عنها أولا بأول ، ويمتلك ” جون جربشكو ” 24 صحيفة في المانيا وحدها .

وزارة السياحة بدأت ..

وبعد ان احتلت هذه المعجزة الفريدة مكانها من اهتمام الناس بها في مصر والخارج ، وبعد ان اصبح السياح يفدون خصيصا الى كنيسة الزيتون لمشاهدتها ، كان لابد من عمل منظم لتيسير هذه المشاهدة واتاحتها لاكبر عدد من الناس ، ثم تنظيم مرور الناس امام الكنيسة او وقوفهم حولها ، فقد بلغ الازدحام هناك حدا كاد يستحيل فيه على القادمين من السياح ورجال الهيئات السياسية ان يقتربوا من الكنيسة ، واندست وسط هذا الازدحام عناصر تدفعها عوامل ومقاصد بعيدة عن المشاهدة البريئة مما يكاد يشوب صفاء المعجزة ويحول دون اجتلاء صورتها الباهرة كما تحب ان يبصرها القادمون من الخارج وان تصحبهم منها عند عودتهم الى اوطانهم ذكريات طيبة عن وطننا وشعبنا وعن تقديرنا لجلال المعجزة الروحية.
وقد تنبهت الى ذلك وزارة السياحة فأرسلت الى محافظة القاهرة تطلب تحويل موقف سيارات اتوبيس مؤسسة النقل من الشارع المجاور للكنيسة الى منطقة أخرى ، وتم تنفيذ هذا الطلب من اول الأسبوع الحالي . والمنتظر ان تتضافر جهود وزارة السياحة مع الجهات الإدارية وغيرها لتنظيم المرور في الشوارع المحيطة بالكنيسة ومراقبة العناصر المفسدة التي تندس بين الجموع بصورة منفرة تشوه بهاء الصورة القدسية . لقد بدأت وزارة السياحة بالاهتمام ، وبقى اهتمام الأجهزة الادارية ، ثم اعداد تخطيط شامل ليفيد الوطن والمواطنون من هذا المزار المقدس .

معجزات الشفاء

واقترن ظهور العذراء في هذا الأسبوع بالعديد من معجزات الشفاء ، ان كثيرين من الذين يأتون الى الكنيسة وهم يتحاملون على انفسهم او يستندون الى اذرع غيرهم يعودون بعد رؤية العذراء أقوياء اشداء اصحاء ، وكثيرون ممن يذهبون الى الكنيسة وهم يتلمسون طريقهم اليها ويتحسسون جدران الشوارع من كلل ابصارهم ، ما تكاد تتفتح عيونهم على العذراء بجسمها المضئ حتى يرتد الضوء الى عيونهم ويعودوا مبصرين . ومن عشرات المعجزات تنشر ” وطنى ” ما يرويه بعض أولئك الذين كتب لهم الشفاء بعد رؤية العذراء .

بعد أن عجز الطب ..

ان رياض نجيب إسكندر ببكالوريوس التجارة بجامعة الإسكندرية ابى الا ان يغادر سريره بالغرفة رقم 209 بمستشفى طلبة جامعة الإسكندرية بالشاطبى ويحضر الى القاهرة ليتقدم الى ” وطنى ” برسالة كتبها بخطه عن المعجزة التي صنعتها معه العذراء اذ ابصرت عينه التي أصيبت بانفصال شبكى بعد ان عجز الطب عن شفائها مما هو ثابت من تقرير القومسيون الطبي الذى كشف عليه أولا واعلن اليأس من شفائه ثم القومسيون الطبي الذى امر به وزير الصحة فكشف عليه بعد ان شاهد العذراء واعلن ان عينه عاد اليها الابصار بمعجزة فريدة . ويقول رياض نجيب إسكندر :
” لابد من ان ابدا بشكر ” وطنى ” لاستجابتها لندائي الذى ارسلته اليها من أعماق الظلام والالم ونشرته بالعدد الصادر في 7 ابريل الماضى في باب شكاوى الى وزير الصحة ، فقد كنت ساعتها في اعمق اغوار اليأس بعد ان اكد لى جميع أطباء العيون بالإسكندرية ان حالتى هذه وهى انفجار الوريد الشبكى بالعين ثم النزيف المستمر 21 يوما ثم الجلطة التي تكونت امام الشبكية لا علاج لها في مصر ولا في الخارج . وحينما وصلت صرختى الى الرئيس المحبوب جمال عبد الناصر ، أشار سيادته بالاهتمام بحالتى ، وارسل السيد محمد احمد سكرتير السيد رئيس الجمهورية الى كلية الطب بجامعة الإسكندرية وتألف ” كونصلتو ” من أطباء العيون برياسة الدكتور احمد كامل رئيس قسم الرمد بكلية الطب وتولوا الكشف على واعلنوا انه لاجدوى من العلاج ، فكان ذاك صدمة لى ، ولكننى كنت مؤمنا برحمة الله ، فقد سمعت في هذا اليوم بما نشرته جريدة ” وطنى ” عن ظهور العذراء للالوف في كنيسة الزيتون ولا ادرى كيف سرى النبأ في نفسى بطريقة احسست معها بالسكينة والاطمئنان ، وفى صباح الاثنين الأسبق سافرت الى القاهرة بصحبة صديقى فكرى السيد الشهاوى وقصدنا الى الكنيسة ووقفنا مع الألوف التي جاءت من كل مكان ، واخذت اصلى واطلب ممن حولى ان يصلوا معى وكانت الدموع تنساب من عينى فاحس بها كانها تغسلها مما به ، وكم رددت صلاة ” السلام لك يا مريم ” وكم لهجت بالدعاء ان تضئ بصرى ، وفجأة ظهرت العذراء مضيئة لم ار ابهى منها منظرا ، فرفعت بصرى الى السماء وانا اهتف بالدعاء لاقول ” اذا كان قد عجز الطب ، فلن يعجز الرب “. وفى صباح الثلاثاء عدت مع صديقى الى الإسكندرية وذهبت الى غرفتى بالمستشفى الجامعى بالشاطبى بالإسكندرية وجلست الى زميلى بالغرفة ” مصطفى كمال شعراوى ” الطالب بالسنة الثالثة بالمعهد العالى للتربية الرياضية ، واحسست بشئ غريب يطرأ في عينى كأن الحياة تدب في شعيراتها ، فطلبت الى زميلى أن يلوح لى بيده ، وفعل ، وابصرت يده وهى تتحرك ، فقال لى مبتهجا وهو يهنئنى ” انت تبصر الان جيدا يا رياض” ولم اصدقه اول الامر ، ولم اصدق بصرى ، وصحت اطلب الحكيمة لاسألها ما أرى هل هو حقيقة ، فجاءت الحكيمتان ثنية محمود وفايقة عبد الهادى ورأيت جيدا اشارات اصابعهما ، فأسرعت احداهما الى الدكتور عدلى عبد العزيز الطبيب المقيم بالمستشفى لابلاغه بنبأ ابصارى ، وجاء الدكتور بهجت بدوى طبيب الرمد بالمستشفى الذى كان قد كشف على عينى وقرر ان قوة الابصار بها ” اثنان على 60 ” وانها مهددة بالعمى تماما ، ولم اكن ابصر كف يدى جيدا ، ودهش لما طرأ على عينى من ارتداد قوة الابصار اليها ، وكشف الدكتور بهجت بدوى على قاع العين ، وجاءت نتيجة الكشف ان الجلطة في سبيلها الان الى الامتصاص الداخلى بعد ان أصبحت مجرد غشاء رقيق ، وقال لى ان هذا التطور المفاجئ لم يكن متوقعا ، فقلت له ” ربنا كبير ” ثم حدثته عن معجزة رؤية العذراء ، وعقد بالمستشفى كونسلتو جديد من أطباء العيون شاهد المعجزة وقرر ان الشعيرات الدقيقة بدأت تسترد حيويتها بطريقة اعجازية ، وقد اخذت قوة الابصار تعود الى حالتها الطبيعية ” .

أستغنى عن النظارة

والدكتور ميشيل فرج مدير صيدلية المدينة يذكر اليوم الذى شاهد فيه العذراء بكنيسة الزيتون لأول مرة مساء الاثنين “يوم شم النسيم ” ففي الساعة التاسعة الا ربعا رأى العذراء جسما نورانيا واضحا ، وكان من عادته ان يستعين في عمله بنظارة لرؤية الأشياء الدقيقة ، وبعد ان شاهد العذراء استغنى عن النظارة ، ولم يعد في حاجة اليها فقد زادت فجأة قوة ابصاره ، واصبح يرى الاشياء الدقيقة بالعين المجردة ، ان ضوء العذراء انار بصره .

كدت أسجد في الطريق

وفى مساء اليوم نفسه شاهدها ” عبد الله محمد ” بقسم الاشعة بمصلحة الطب الشرعى ، وتكرر ظهورها وهو ينظر اليها متأثرا ويكاد يسجد لله في الطريق العام ، لقد انفعل بالمنظر القدسى واخذ يتلو الفاتحة ثم سورة العذراء واحس بعدها براحة غامرة تشيع في نفسه .

يشترك في الترتيل

وفى وسط الجموع المحتشدة مساء الثلاثاء الماضى التقيت بالمستشار وهبى سلامة رئيس المحكمة بالإسكندرية ، قال لى انه جاء خصيصا من الاسكندرية ليرى العذراء بعد ان قرأ عن ظهورها في ” وطنى ” انها المرة الأولى التي يحضر فيها الى الكنيسة ، ولقد هز مشاعره مرأى الجماهير وهى تتطلع في خشوع الى قباب الكنيسة ، كان الناس حوله يرتلون ترنيمة للعذراء فوقف يشترك معهم في الترتيل الذى يحفظه من حداثته . وقبل ان اترك المكان الذى يقف فيه …

العذراء تواصل الظهور للأسبوع الرابع
السفارات الأجنبية تطلب مزيدا من التفاصيل
ووزارة السياحة توافيها بتقرير مفصل ..

المستشار وهبى سلامة قبالة الكنيسة قال لى ” اننى على استعداد لان اقف في هذا المكان الى الصباح ، ولن اكف عن العودة الى الكنيسة كلما لاحت لى فرصة للحضور ، ان هذا الجو القدسى الذى يستروح فيه الناس نسمات العذراء ويستجلون صورتها الوضاءة يملأ النفس بالهدوء ويشيع فيها اليقين والايمان “.
والى جوار المستشار وهبى سلامة التقيت بالقمص ميخائيل عبد المسيح ، كان واقفا بين الجموع ومعه السيدة قرينته ، ثم الدكتور يوسف يواقيم واسرته والدكتور وهيب مرقس طبيب الاسنان الذى قال لى ان زوج شقيقته الأستاذ شكرى غطاس مدير التفتيش بمحافظة القليوبية شاهد العذراء عند قبة الكنيسة في الساعة الرابعة والربع فجر الاحد الأسبق .

كتل بشرية في حركة لا ارادية

والأستاذ ميشيل تكلا المدير الادارى لشركة الطيران العالمية يقول : ” رأيت العذراء لأول مرة بعد منتصف ليلة الخميس 25 ابريل وكنت قد وقفت اما الكنيسة مدة طويلة وانا استمع الى احاديث الناس حولى عن مشاهداتهم السابقة للعذراء ، وفى الساعة الثالثة صباحا شاهدت العذراء في هالة من النور تنبثق من فتحة القبة الشرقية ، وظلت بضع ثوان واضحة كل الوضوح ، وفى الساعة السابعة والثلث مساء الاحد الماضى قصدت الى الكنيسة ، وما ان تركت سيارتى على مقربة منها حتى سمعت الألوف تهلل وترنم والايادى ممدودة تشير الى القبة الشرقية ، وهناك رأيت العذراء بوضوح تتحرك داخل فجوة القبة واستمرت هكذا الى الساعة الثامنة والدقيقة العاشرة ، أي انها بقيت ساعة الاعشر دقائق والكتل البشرية تتماوج وتتحرك بطريقة لا ارادية ، وترفع اياديها بالدعاء والابتهال ، وكان ابنى ” ناجى ميشيل تكلا ” الطالب بكلية دى لاسال الى جوارى فقال انه شاهد حمامة بيضاء تنطلق من القبة وتطير في الجو ثم تتلاشى كالبخار في الفضاء ، أما العذراء فكان جسمها النورانى واضحا ، وكلما ومضت وتوهجت لمع فوق القبة ضوء يشبه البرق “.

أكثر من مرة

والرائد طيار اسعد إسكندر شاهد العذراء في الأسبوع الأسبق اكثر من مرة ، وفى الساعة التاسعة مساء الاثنين الماضى قصد الى كنيسة الزيتون ، وظل واقفا بين الجموع يرقب ظهور العذراء ، وفى الساعة الثالثة الا ربعا فجر اليوم التالى بدأ ظهورها بومضة أضاءت القبة ثم بدت العذراء كاملة الوضوح تتحرك وتبسط يديها للناس كأنها تباركهم وتتلفت نحو الجماهير في جميع جوانب الكنيسة ، واستخفت الفرحة بالناس فامتزجت الدموع بالابتسامات ، وارتفعت الدعوات والابتهالات ، وعاش الناس قرابة ساعتين امام العذراء في جو قدسى وهم منفعلون بالرؤية الباهرة . وبين الجموع كانت تروى العشرات من قصص الايمان واثر هذا الظهور في حياة الناس ، بعض العمال كانوا ينتحون جانبا ويبكون وهم يطلبون المغفرة قائلين ” سامحينا يا عذراء “ وسألهم المحيطون بهم عن خطبهم فأجابوا بانهم من دقائق كانوا ينكرون ظهور العذراء ويسخرون من الجموع ، فلما ظهرت تحركت ضمائرهم واحسوا بالندم على ما فرط منهم ، ومواطن اخر موظف بشركة الصناعات الكيمائية ويقطن بشارع الدكتور على إبراهيم رامز بمصر الجديدة رغبت زوجته في الذهاب الى كنيسة الزيتون فعارض زوجها منددا برغبتها ، وبعد ذلك روى له زميل لا يشك في صدق روايته كيف شاهد العذراء ، وصحبه احدهم الى الكنيسة حيث رآها ، وعاد يتحدث بما شاهده بعد ان كان قبلا يصر على انكاره .

كنت اتلفت خلفى

وكامل صبرى بكلية الطب حفيد المهندس نجيب استينو يقول : ” ليس ما يراه الناس عند قباب كنيسة العذراء بالزيتون طيفا او خيالا ، انه حقيقة اعجازية ، فقد شاهدت العذراء اكثر من مرة في امسيات الثلاثاء والأربعاء ” أيوب ” وسبت “النور” ففي الساعة الثانية فجر يوم العيد ظهرت العذراء اكثر وضوحا ، وكان معى ابن خالتى شفيق استينو وشقيقته ، وكانت اجسامنا تهتز رهبة وتأثرا ، وحينما عدت بسيارتى الى البيت كنت اتلفت خلفى دون ان تغيب صورة العذراء عن خاطرى “.
وفى هذا الأسبوع جاء ” عم احمد ” بواب المنزل الذى نقطن به بشارع الراهبات رقم 11 بمصر الجديدة يروى كيف شاهد العذراء في الساعة الثالثة والربع صباح الثلاثاء الماضى .. لقد كان جسمه ينتفض وهو يروى تفاصيل الرؤية.

تولانى انبهار مذهل

والأستاذ زكى شنودة المحامى ومدير المؤتمر الافريقى الاسيوى – 89 شارع عبد العزيز ال سعود بمنيل الروضة ابى الا ان يكتب شهادته بيده ، قال :
” توجهت الى كنيسة الزيتون مساء يوم 19 ابريل ، ورأيت الجموع هناك تشير الى موضع فوق قباب الكنيسة ، ولكنى قدرت ان الذى يشيرون اليه أضواء منعكسة من سقف نخلة خلف الكنيسة ، واعتقدت انها مجرد امنية من الشعب ان يتعزى برؤية معجزة ظهور العذراء ، ولكننى في يوم الاحد التالى وهو عيد القيامة المجيد اطلعت على التحقيق الذى نشرته “وطنى” مدعما بشهادة كثيرين فقررت ان ابذل مجهودا آخر لاتحقق بنفسى من هذا الظهور ، ورحت اوالى الذهاب الى الكنيسة ثلاثة أيام متفرقة كنت امكث فيها من المساء الى الصباح بجانب الكنيسة وكانت الجموع تشير الى مواضع مختلفة من قباب الكنيسة ، ولكننى قدرت كذلك انها قد تكون مجرد أضواء منعكسة من مصابيح قوية من الجراج المواجه للكنيسة ، وفى الساعة الخامسة مساء السبت 27 ابريل توجهت الى الكنيسة ولاحظت ان الجموع المحتشدة تضاعفت عن ذي قبل حتى جاوزت عشرات الألوف وقد احتل الناس كل موضع قدم في الشوارع المحيطة بالكنيسة وعلى الاسوار وفوق الأشجار وعلى أعمدة النور . وفى الساعة الثالثة والنصف صباحا اقبل اشخاص من الشارع الجانبي المجاور للكنيسة صائحين ان السيدة العذراء فوق القبة الخلفية ، فاندفع الناس الى ذلك الموضع واندفعت معهم وهناك رأيت منظرا لن انساه طول عمرى ، رأيت العذراء متجلية في صورة واضحة تحيط بها هالة حول جسمها وفوق رأسها ، وهى بحجمها الطبيعى ، وقد تلألأت كأنها الشمس الساطعة وسط الظلام ، ولم تلبث ان بسطت ذراعيها نحو الشعب تحييه وتباركه ، وظلت هكذا ما يقرب من ساعة ونصف لاتغيب عن اعين عشرات الألوف من الناس ، وقد تولانى كما تولى جميع الناس انبهار بلغ حد الذهول ، وراح الناس من شدة التأثر يبكون ويهتفون بصوت عال ” السلام لك يامريم ، يا ام النور ، يا أم المخلص “ وكان كثير من الناس يدقون على صدورهم في طلب المغفرة ، وقد رأيت رجلا راح يبكى حتى اغمى عليه ، ورأيت كثيرا من العجائز يبكون لانهم لا يستطيعون من شدة الزحام ان يصلوا الى الوضع الذى يمكنهم فيه ان يروها ، وقد ظلت العذراء متجلية بدون انقطاع من الساعة الثالثة والنصف الى الخامسة .
وفى الساعة السادسة مساء الاثنين الماضى ذهب الى الكنيسة ابنى سيتى وشقيقه مكرم وظلا هناك الى الساعة الثالثة الا ربعا صباح الثلاثاء حيث شاهد العذراء بوضوح بين القبتين الخلفيتين وظل المنظر مشرقا حوالى ساعتين ، عاد بعدها ابناى الى البيت يحدثان بما رأيا ، ولم يبد عليهما اى عناء فقد مسحت الرؤية الباهرة من وجهيهما اثار التعب والسهر الى الصباح “.

من وحى الرؤية

وأوحت رؤية العذراء الى “حنا يوسف حنا “ بالبنك الاهلى المصرى بالقاهرة – 16 شارع المسافرخانة بالقللى – بمقطوعة من الشعر المنثور يناجى فيها العذراء ويروى كيف رآها هو وزوجته وأولاده فجر الاحد الماضى ومقطوعة أخرى كتبها محمد احمد عبد الكريم – 9 شارع الحلمية شقة رقم 8 بمصر الجديدة بعد ان رأى العذراء بكنيسة الزيتون ، قال فيها “ذكرى ظهورك شيء يطول ، أجراس الكنائس تصرخ وتقول : يا مريم ليت رؤيتك تطول “ وكان يتلو هذه المقطوعة على المجتمعين حول الكنيسة .

شفيت من مرض مزمن

ووديع عوض رزق الله – 10 شارع وهبه المتفرع من شارع خوفو بالجيزة والموظف بمحل دار الابطال بشارع عماد الدين رقم 8 بالقاهرة يروى كيف شفيت ابنته بمعجزة بعد رؤية العذراء من مرض مزمن في اذنها فشلت الجراحة في علاجه وكانت اخرها عملية جراحية اجراها لها الدكتور جورج بطرس ، ولهذا المرض اسم طبى معروف هو “مستويد”.

ليس المرضى وحدهم

والانسة ايزابيل كامل بمدرسة احمد ماهر النموذجية بحدائق القبة تقول انها منذ رأت العذراء في قبة كنيسة الزيتون مساء الاحد الماضى وهى تعيش في حلم هذه الرؤية فقد احست بعدها براحة نفسية تشيع في اعماقها ، ليست الامراض الجسمية او العضوية هي وحدها التي يشفى منها الناس بعد رؤية العذراء ، وانما يحس كل من رآها بفرحة غامرة تملأ قلبه بالسكينة.
حلمت بها قبل ان اراها
وصبحى عبده عازر رئيس حسابات الجمعية الخيرية القبطية الكبرى بالقاهرة يقول ان العذراء تراءت له في حلم بعد ظهر السبت الماضى قبل ان يراها بعينيه بكنيسة الزيتون في مساء اليوم نفسه ، ويضيف انه ظل واقفا ساعات طويلة بين الجموع قبل ان تظهر العذراء عند منتصف الليل ويمتد ظهورها الى حوالى الساعة الثانية والنصف صباح الاحد ، وبالرغم من انه كان يشكو اجهادا في قلبه يمنعه من إطالة الوقوف ، فان وقفته الطويلة هناك لم يحس معها باى عناء او تعب ، بل احس كأن قلبه عاد قويا واسترد عافيته .

شفى طفلى

وصابر يوسف حنا – 14 حارة الصايغ بالزيتون – يروى كيف شفى طفله بعد مشاهدته العذراء مرتين بقبة كنيسة الزيتون ، وكانت الأولى مساء السبت 20 ابريل ، والثانية مساء السبت التالى وقد جاء الى الكنيسة ومعه زوجته تحمل ابنهما المريض ” عماد ” . ويقول صابر انه اسر الى زوجته وهى في الطريق الى الكنيسة بما كان يحس به من ان العذراء ستقبل توسلاته وتتشفع لهما في شفاء ابنهما المريض ، وقابلت الزوجة هذا القول بغير اكتراث ، ولكنها حينما عادا الى البيت ايقنا ان ابنهما شفى من مرضه .

كان يستخف باقوال الناس

والمهندس سمير رؤوف بوزارة السياحة كان يستخف باقوال كل من يحدثه عن ظهور العذراء الى ان شاهدها بنفسه بعد ان اتصلت به تليفونيا اسرة المرحوم يوسف طاهر التي تقطن الى جوار الكنيسة وانبأته بظهورها ، فاحس بقوة دافعة تهيب به ان يسرع بالذهاب الى هناك ، ولم يضع الوقت في ارتداء ملابس الخروج ، فقد اسرع بملابس النوم الى سيارته وانطلق بها الى الكنيسة حيث شاهد العذراء جسما واضحا مشرقا من النور ، وفرك عينيه وهو لا يصدق بصره ، وتلفت حوله يسأل المحيطين به هل ترون شيئا فاجابه احدهم ” امال يا أخى انت مش شايف العذراء ” ، ووقتها صدق بصره واسترد ثقته بنفسه .

ماذا يقول العلم في معجزة ظهور العذراء ؟

أن ظهور العذراء بنورها الباهر وطلعتها الوضاءة مئات المرات ليلة 3 ابريل لمن الاحداث العظيمة والظواهر الخارقة التي يقف العلم امامها حائرا او مرتبكا او صامتا لا يستطيع ان يبدى رأيا او تنويها .. والمعجزات في نظر العلم والعلماء من الأمور التي تفوق قدرتها قدرة البشر وعلى ذلك فليس لدى العلم ما يقوله عن معجزة ظهور سيدتنا العذراء كل ليلة في كنيسة الاقباط الأرثوذكس بالزيتون بهذا الشكل الواضح الذى حققه ورآه الوف من إخواننا المواطنين مسلمين ومسيحيين وحتى الذين لا يؤمنون بالاديان او يقرونها وقفوا عاجزين مبهوتين وما اكثر ما رأيت من هؤلاء وقد غمرتهم الدهشة وجمدت اطرافهم وهو يحملقون فى النور العظيم وهو يغمر قباب الكنيسة المباركة في أرض الزيتون التي استراحت فوق ثراها العذراء مريم والطفل يسوع ويوسف النجار . فأرض الزيتون والمطرية وسائر اراضى بلادنا مباركة لن تستطيع قوى الشر والعدوان ان تمسها من قريب او بعيد .
سألت عالما من علمائنا الافذاذ : ما رأيك في معجزة ظهور العذراء ؟ فقال العالم وهو يحملق في الفضاء البعيد : مع طول دراستى للعلوم لا استطيع ان أقول غير ان عصر المعجزات قد انتهى وانقضى ولكن ما رأيته بعينى يحقق عودة هذا العصر الذى امد الانسان بروح الايمان وثبت عقيدته وجعله يغالب الاحداث ويتغلب على الصدمات والنكسات ويسير بخطى ثابتة عبر القرون يمجد ربه ، ويتضرع اليه في الضيقات فيستجيب الله لدعائه ويرفع عنه البلاء فيزداد ايمان ذلك الانسان بربه وخالقه وبارئه في كل لحظة من لحظات حياته . والعلم في ظاهره لا يؤمن بالمعجزات ولكن حقيقة وجود المعجزات تطغى على العلم وتجعل منه قاصرا لايبدى رأيا قاطعا فيما يراه العلماء من ظواهر خارقة ، وعجيب امر العلم لانه يؤمن بالظواهر الطبيعية الخارقة كثورة بركان ، او تدفق الحمم الى الوديان ، او هياج البحر ، او طغيان إعصار يدمر شواطئ البلاد ويطيح بالبيوت ، او حدوث زلزال يحرك الجبال لمسافات بعيدة فيغير معالم الحياة ويشكلها بطريقة جديدة توافق هواه ، ولكنه امام الروحانيات يقف كتلميذ صغير لا يعرف كيف يجيب على سؤال كبير ..
لذلك يقول العلماء ان المعجزات العظيمة مثل تكرار ظهور العذراء في بلاد فرنسا واسبانيا والبرتغال ومصر من الأمور التي تفوق تقديرهم فالايحاء في مثل هذه المعجزات لا وجود له لانك لا تستطيع ان توحى لالوف الألوف من الناس وتجبرهم على رؤية صورة معينة ، وصورة سيدتنا العذراء هنا متعددة الاشكال فهى لا تلتزم بمنظر خاص وقد رآها كاتب هذه السطور بعد أن وقفت خمس ساعات متتالية وعيناى لا تفارقان قباب الكنيسة المباركة ، وأخيرا وفى الساعة الثانية صباحا من يوم 26 ابريل الماضى رأيت منظرا لا استطيع ان انساه ، بل ولن انساه ، رأيت هالة من النور الأبيض الشفاف يحيط بوجه العذراء وهى تطل على الوف الناس من احدى فتحات قبة الكنيسة التي تطل على شارع طومانباى ودققت النظر في تلك اللحظة الحاسمة وبهرت ووقفت لحظات امام النور العظيم امجد الله الذى من علينا بهذه النعمة وهذه المعجزة ، وراى غيرى من الواقفين الصابرين هالة النور مرات ومرات والغريب ان والسماء كانت تبرق برقا خفيفا متواصلا قبل ظهور هالة النور والسماء صافية الاديم ، زرقاء اللون ، فلا غيوم ولا سحاب ونظرت الى الأفق طويلا وانا افحص السماء في ليلة النور العظيم علنى اجد سببا لهذه البروق التي تكررت مرتين اعقبها ظهور ام النور .. وسكنت البروق ولمعت النجوم في السماء كعادتها ، ووقفت حائرا امام هذه الظواهر الخارقة التي لا يجد لها العلم تفسيرا .
معجزة ظهور العذراء في عصرنا هذا الذى نعيش فيه وفى بلادنا وأراضينا الطيبة ، وفى عصر العلوم بالذات الذى تفتقت فيه عبقرية الانسان عن معجزات علمية رائعة تتضاءل حتما امام مثل هذه المعجزات الإلهية العظيمة التي لاتتكرر كل يوم أو كل مائة عام أو كل الف عام ! بارك الله شعب مصر وسارت العذراء على ارض مصر واستراحت العذراء في الزيتون والمطرية منذ 1967 عاما فلا عجب ان تعود العذراء لتبارك ارض مصر من جديد وتدفع عنها عدوان اليهود حتى يعود المسلمون والاقباط الى زيارة القدس من جديد وفى اقرب وقت باذن الله . ( بقلم ميشيل تكلا)

 

 

 

 

جريدة وطنى 5 مايوجريدة وطنى 5 مايو 1968 ص7جريدة وطنى 5 مايو ص3جريدة وطنى 5 مايو 1968 ص5