السيدة العذراء مريم وتجلياتها في الزيتون
عنوان الكتاب الأصلي: السيدة العذراء مريم وتجلياتها في الزيتون
اسم المؤلف: الأب الراحل بيجول مسعد، كاهن كنيسة السيدة العذراء مريم بالزيتون
اسم الناشر: دار يوسف كمال
سنة النشر: 2008
لغة الكتاب: العربية
رقم الإيداع الدولي (ISBN): 2008/7321
نظرة عامة على الكتاب
في كتاب السيدة العذراء مريم وتجلياتها في الزيتون، يقدم القمص بيجول مسعد كاهن كنيسة السيدة العذراء بالزيتون، تأملاً عميقًا في حياة السيدة العذراء مريم وأهميتها الروحية، كما تُفهم في التقليد القبطي الأرثوذكسي. وذلك من خلال الاستناد إلى الكتب المقدسة وكتابات آباء الكنيسة، يتناول المؤلف مراحل حياة القديسة الطاهرة مريم، وعذراويتها الدائمة، ودورها المُبجل كشفيعة للمؤمنين.
يستعرض الكتاب أيضًا العديد من الألقاب التي تُنسب إلى السيدة العذراء في اللاهوت القبطي، مبرزًا فضائلها وأعيادها المختلفة التي تحتفل بها الكنيسة. ويُخصص جزء كبير من الكتاب للتجليات المعجزية التي حدثت للسيدة العذراء مريم في الزيتون، بالقاهرة (1968م -1971م)، وهي الأحداث التي شهدها آلاف الأشخاص، ومن ضمنهم المؤلف نفسه.
يسرد أبونا بيجول بشغف وتفصيل وقائع هذه الظهورات والمعجزات المرتبطة بها، بما في ذلك معجزة شخصية عميقة تتعلق بابنه.إن هذا الكتاب غني بالفكر اللاهوتية والتقوى الروحية، ويُعد شهادة حيّة وتكريمًا لحضور السيدة العذراء المستمر في حياة الكنيسة.
قصة حقيقة…
في أحد الأيام، وعند عودتي من العمل إلى المنزل، وجدت أولادي يبكون. فقلقت وسألتهم: “ماذا حدث؟ وأين أمكم؟” فأجابوني: “أمي أخذت أخانا الصغير إلى مستشفى منشية البكري”.
ذهبت إلى المستشفى مسرعًا، ودخلت إلى غرفة المرضى، بالكاد استطعت التعرف على ابني. كان مستلقيًا على سرير المستشفى، محاطًا بحواجز واقية، ويعاني من آلام مبرحة. كان جسده منتفخًا ومغطى بالسوائل والصديد. وأخبرتني الممرضة بأنه يعاني من حروق من الدرجة الثالثة تمتد من صدره إلى ساقيه. وشرحت لي زوجتي أنه سقط بالخطأ في وعاء ماء مغلي.
وأنني بصراحة، فقدت أعصابي، لكن لم أفقد الأمل.
نظر إلى ابني نظرة يائسة، فنظرت من نافذة الغرفة إلى السماء وقلت:
“يا رب، لا تُمتحنني؛ فأنا لست إبراهيم ولا أيوب. ومع أن لي خمسة أطفال آخرين، فإن كل واحد منهم عزيز عليَّ كما لو كان الوحيد”.
وبعد ثلاثة أيام في المستشفى، اقتربت مني ممرضة وقالت: “خذ ابنك إلى المنزل”.
فأجبتها محتجًا: “لكنه لا يزال يتلقى العلاج! أين الطبيب؟”
فرد الطبيب المناوب: “لقد انتهى كل ما يمكننا فعله. العلاج قد انتهى”.
عندها، أدركت أن الأمل في شفائه قد تلاشى.
أخذت ابني إلى البيت وأنا أخشى أسوأ الاحتمالات. أصبح عقلي طاحونة لا تتوقف، تطحن القلق دون هوادة. غمرتني الأحزان، لكني وجدت عزائي.
خرجت من المنزل متجهًا إلى كنيسة السيدة العذراء بالزيتون، القريبة من بيتنا. وهناك، وقلبي يفيض بالمشاعر، توجهت إلى الرب وقلت: “يا رب، ما يعجز عنه البشر، أنت تقدر عليه. لكن لتكن مشيئتك لا مشيئتي”.
أشعلت شمعة أمام أيقونة السيدة العذراء، وصليت قائلاً: “يا مريم القديسة، يا من شفيتِ نفوسًا كثيرة، أتوسل إليك.. اصنعي معجزة لابني”.
وعندما عدت إلى المنزل، شعرت بسلام غير متوقع يغمرني. استلقيت بجانب سرير ابني وغفوت. وعندما استيقظت، لم أصدق ما رأيته: ظهرت السيدة العذراء، متوشحة بمجد سماوي. كانت تسير في الغرفة وتنظر بحنان إلى ابني النائم. وبعد دقائق قليلة، اختفت. سيبقى جمال تلك اللحظة محفورًا في قلبي إلى الأبد، وامتلأ قلبي بفرح لا يوصف.
وفي اليوم التالي، استيقظت باكرًا ونظرت إلى ابني، فرأيته قد شُفي تمامًا. كانت بشرته المحروقة قد تقشرت وكأنها انسَلخت. ابتسم لي وطلب طعامًا.
فرِحت بشدة، وأخبرت أولادي بالمعجزة، وخرجت إلى الجيران لأشاركهم فرحتي. لقد منحتني هذه المعجزة قوة، وأملاً، وثباتًا في الإيمان. وبعد يومين، صادفت الممرضة في حافلة، فسألتني عن حالة ابني. فأجبتها: “الحمد لله… لقد شُفي بمعجزة من السيدة العذراء مريم”.
يتكون الكتاب من ثلاثة أجزاء، الجزء الأول مكون من عشر فصول، تحكي عن طفولة السيدة العذراء مريم – السيدة العذراء في الكتاب المقدس – ألقاب السيدة العذراء في كنيستنا الأرثوذكسية – أقوال آباء الكنيسة عن السيدة العذراء وغيرها من الموضوعات. والجزء الثاني عن ظهورات السيدة العذراء، أما الجزء الثالث عن المعجزات أثناء ظهورات السيدة العذراء.